ذات يوم استقلا زوجان القطار فقد اعتادا علي قضاء عطله فالأسبوع عند أهل الزوجة في مدينه أخري
كانت الزوجة تدعي فلورا وقد كانت اسم علي مسمى فهي رقيقه وهادئة وحالمة
جلسا الزوجين في مقعدين متجاورين وأسندت فلورا رأسها علي المقعد بجوار زوجها واستسلمت كعادتها دائما للربوع الخضراء الممتدة علي جانبي الطريق وذهبت بروحها إلي عالم آخر
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فرأت نفسها شمسا تشرق علي الخلائق وتمنحهم الدفء والنور
ثم رأت نفسها قمرا ينير طريق العابرين ويهدي دروب السائرين في ظلمه الليالي
رأت نفسها طيرا صداحاً يغرد بأجمل الألحان الربانية ليسعد القلوب
وعندما رأت فلاحا فقيرا تمنت أن تكون هي فأسه التي تعينه علي زراعه أرضه أو حبوب قمح يصنع منها غذاءه ليسد بها جوعه
تمنت أن تكون ماءا عذبا يجري بالخير والنماء ويشرب منها كل ظمآن
يا لهذا القلب الكبير إنه حقا قلب من ورد
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وعندما كانت فلورا محلقة في عالم آخر كان زوجها إلي جوارها يكلمها في أشياء عديدة لكنها لم تسمعه أو تنتبه إليه إلا عندما علا صوته عليها وحصلت بينهما مشادة كلاميه والتفت اليهما الركاب باستغراب وحينها أحست فلورا بإحراج شديد وبوخزه في قلبها الرقيق وأسندت رأسها إلي الكرسي الذي أمامها وانخرطت في بكاء طويل وحينما رفعت رأسها لم تجد زوجها إلي جوارها فقد كان القطار قد توقف في محطة قبل أن يستأنف الرحلة،
حينها أحست فلورا باضطراب ولم تدري ماذا تفعل ولا أين تذهب؟؟ وإلي أين ذهب زوجها وتركها وحيده؟؟ وهل ستستأنف الرحلة بدونه وتذهب إلي أهلها أم تنزل في المحطة المقبلة وترجع إلي بيتها؟؟
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأسندت فلورا رأسها مره أخري علي كرسيها ودموعها ما زالت تتساقط في هدوء واسترجعت شريط حياتها وكأنه القضبان الحديدية التي تجري فوقها عجلات القطار،
فزوجها يحبها كثيرا لكنه شخص عملي إلي أقصى درجه وهي إنسانه حالمة وحساسة إلى أقصي درجه وقد كان هذا الفارق بينهما يسبب لها المشاكل دائما فأصبحت حياتها مليئة بالدموع التي حفرت أخاديدا في قلبها الرقيق
انها لم تقصر يوما في طلبات زوجها وهي دائما تراعي الله فيه وقد كانت طول حياتها معه الطرف الذي يمنح ويعطي بدون مقابل فالمقابل بالنسبة لها لم يكن سوا حنانا وودا وعطفا فهذا أسمي ما تطلع إليه نفسها،
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهي بقلبها الكبير الذي يسامح دائما تعلم أن الحب عند زوجها هو أن يلبي طلباتها ويدبر أمور العمل ويتحمل أعباء الحياة
فهي لم تتذكر يوما أنه أهدي لها هديه في أي مناسبه ولو ورده فهي تحب الورود كثيرا،
ولكنها كانت تلتمس له الأعذار وتتعالي عن الصغائر رغم أنها تعلم جيدا أن هذه الصغائر تمنح أحاسيسا رائعة ممكن أن تفوق ما يفعله زوجها في سنين طويله
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان زوجها من حبه لها يعد عليها أنفاسها ويريد أن يعرف كل صغيره وكبيرة عنها حتي كلامها مع صديقاتها وجاراتها وكان ذلك بمثابة قيدا في عنقها فهي تحب أن تحكي له ما تريد هي أن تحكيه وان يكون لديها مساحه ولو صغيره من الخصوصية والحرية في حياتها معه وهذا لم يحدث،
وفي المقابل كانت فلورا تستسلم لعالم من الخيال تقابل فيه أشخاصا وأناسا صنعتهم من ماء خيالها الرحب وكانت تنفخ فيهم من روحها وتعطي لهم ملامحها وسماتها
كانت في عالمها هذا ترقص وتلهو وتلعب وتتنفــــــــــ ـــــــــــــــ ــــس
فهو عالم يزدجر بكل ما تحبه هي وقد كانت روحها تنطلق فيه سعيدة بدون قيود أو أغلال
وقد كانت تستمد القدرة علي مواصله الحياة من هذا العالم الساحر
كانت تشعر فلورا ربما بالانتصار علي زوجها والتحرر من قيوده فلديها كنز من الأسرار لا يستطيع هو أن يفتحه ومعها مفاتيح عالم لا يستطيع ولوجه حتي وهي علي فراشه،،
وتساؤل فلورا نفسها وقطار حياتها مسرع ولا تدري ما هي وجهتها
من المخطئ؟؟؟؟؟؟
هل هي أخطأت عندما استسلمت لعالم الخيال حتي ولو شعرت فيه بالحرية والسعادة التي يمنحها لها عقلها الباطن؟؟
أم هو القدر الذي لم يمنحها الزوج الذي يتفهم طبيعتها الخاصة؟؟
أم هو زوجها الذي لم يستطيع بحنانه وحبه أن ينتشلها من الخيال ويجعل من الواقع عالما أجمل وأحلي بكثير من خيالها الذي تحلق فيه دائما
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وفي هذه الأثناء وهي مستغرقة في التقكير أحست بشخص بجانبها يمد يده إليها ويمسح دموعها التي مازالت تلمع علي وجنتيها كحبات الندي علي خد الزهور البرية
فإذا به زوجها يلفها بحنان من كتفهاو بلمسه دافئة لم تشعر بها من قبل مسح كل آلامها وفي يده الأخري باقة من الزهور التي تعشقها يعتذر منها ويخبرها انه نزل مسرعا من القطار عندما رأي محلا يبيع الزهور
ولكنه عندما اشتري الزهور لم يستطيع اللحاق بالقطار فاستقل عربه لكي يلحق بالقطار في المحطة التاليه،
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فنظرت فلورا لزوجها نظره كلها حب وحنان وابتسمت له ابتسامه مليئة بالرضا والسعادة التي غمرتها ولأول مره
وأسندت رأسها علي كتفه واستسلما إلي الربوع الخضراء الممتدة علي جانبي الطريق
وحلقا هذه المرة معا في سماء صافيه وفي يديهما الزهور الجميلة
وأكملا الرحلة سويا.
| اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي. |