» •منتديات النجمة نادين الراسي الرسمية » •
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

» •منتديات النجمة نادين الراسي الرسمية » •



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نادين الحياهـ
» المشرفات العام »
نادين الحياهـ


انثى تاريخ الميلاد : 27/07/1980
عدد المساهمات : 614
تقييم : 1476
تاريخ التسجيل : 22/11/2010
العمر : 44

 نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (  Empty
مُساهمةموضوع: نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (     نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (  I_icon_minitimeالسبت فبراير 26, 2011 1:01 pm

إعداد الأب صلاح هادى خدور

ولادته
شمال شرقي الموصل، على مسافة 27 ميلا منها ينتصب جبل بيث عذرى الشهير بمناظرة الطبيعية وباثاره المسيحية.
في لحف الجبل استقرت ناحية القوش قرية النبي ناحوم ببيوتها البيضاء، المتناثرة بعضها فوق رابية، وبعضها في واد حجرى وفيها الكروم الخضراء التي غرسها أهل القرية الطيبين، وفي الربيع تسمع صوت العصافير تزقزق منذ الصباح الباكر لتوقظ القرية من سباتها.
وتعتزالقوش باثار جميلة باقيا الى يومنا هذا الا وهي أديرة الرهبان الأول في قمة الجبل دير الربان هرمزد والثاني في سفح الجبل دير السيدة حافظة الزروع للرهبان الانطونيين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هولاء الذين عبقوا هذه المنطقة بصلواتهم وامثلتهم الصالحة.
جاء توما دانيال واقترن بـ هيلانةمن اسرة تقية وشريفة وكريمة ورزقهما الله بكر بنيها
في اليوم الثلاثين من تموز 1852م فاعتمذ ودعي اسمه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسجل في سجل كنيسة القوش هكذا.
"لقد تعمذ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن توما بن دانيال والدته هيلانة في يوم 6 اب 1852عيد تجلي الرب".لان المؤمنين في السابق كانوا لا يؤخروا هذا الواجب المقدس ليتمؤمني اليوم يقتدون باولئك فيعمذون الطفل ويكرسون هياكل جديدة للروح القدس.
وكانت امه ( هيلانة) التقية متعلقة به اشد التعلق، وكأنها شعرت بان هذا الطفل سوف يصبح يوما ما خادما لمذبح الرب العلي العظيم. فرفعت عينيها إلى الرب طالبة منه ان يرضى بتقديم بكرها هذا خادم المذبحه المقدس، وكان الرب الإله الذي يصغي إلى تنهدات قلوب البسطاء لعله يعطف عليها وعلى رغبتها ودعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ليكون كاهنا يخدم مذبح الرب المقدس ثم حبرا يفلح في كرمه ثم بطريركا يسوس رعيته تحت تدبير وعناية وكيل السيد المسيح على الأرض خليفة بطرس هامة الرسل فيجلس على كرسي أدّي تلميذ الرب ويكون وسيط بين الله والناس، ويكون حلقة من حلقات السلسلة الرسولية لبطريركية المشرق باسم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ترعرع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تحت ظل عناية والديه البارين التقيين ونشأ على التقوى ومخافة الله. وسكب الرب عليه نعمه الغزيزة منذ أيامه الأولى لكي يهيئه لخدمته ككاهن، وراعيا لأغنامه الكثيرة كحبر.
شب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأصبح صبيا رصينا هادئا، كان يرافق والده إلى الكنيسة صباحا ومساء فكان يصغي إلى الصلوات والألحان الطقسية حتى تعلمها واتقنها وحفظها وانشغف بها، ولكنه عندما كان يعود إلى البيت كان ينزوى في احد الأماكن ويركع أمام صورة أمه مريم العذراء ويصلي ويبتهل، بخلاف اقرانه اذ كانوا يلهون ويلعبون في الطرقات أما هو فلم يالف هذه الأمور فصار على مدى الدهر قدوة حسنة يقتدي به اقرانه ومعارفه.
لم يكن في القوش يومئذ مدارس منتظمة فكان كاهن القرية او الرهبان ياخذون على عاتقهم جمع الاولاد ليلقنوهم بعض الصلوات الطقسية والصلوات الضرورية للديانة، ويهذبونهم بلغة الام الجميلة كقراءة النبوءات والمزامير وغيرها.
فلما بلغ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من العمر عتيا، أرسله أبوه إلى مدرسة كاهن القرية وكان شديد الولع بالصلاة الطقسية فكان يحضرها صباحا ومساء ويقضي بقية اليوم أمام أمه العذراء اذ كان مشغوفا بعبادتها فطوبى لمن اتخذ العذراء اما له. تعلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اللغة الكلدانية قراءة وكتابة وترجمة والحان وتطبع على الفضيلة حتى ترسخت قدمه في التقوى ومخافة الله فكان لا يترك الكنيسة، طورا بالصلاة واخرى بمجالسة شيوخ القرية لكي يتعلم منهم أصول الحياة، فكان الشاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مشهورا عند شيوخ القرية واهلها بحسن سيرته وتقواه وأخلاقه وذكائه الوقاد حتى أصبح مثالا لشباب القوش.
كل هذه المزايا والخصائل التي ذكرناها أعلاه لفتت انظار السعيد الذكر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اودو لانه كان يبحث بين شباب القوش على درر نفيسة ذو قيمة باهضة الثمن فقد طرق سمعه وعلم من شيوخ القرية انه يوجد شاب اسمه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يتصف بمزايا جيدة وسلوك حميد واخلاق عالية يصلح لخدمة مذبح الرب.
دعي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى روما سنة 1868 لحضور المجمع الفاتيكاني الأول الذي انعقد بتاريخ 8 كانون الأول 1869 فانتخب من الأبرشية بعض الشباب الممتازين والمتميزين بذكائهم وأخلاقهم وسمعتهم وتقواهم ليصحبهم معه في سفره ويدخلهم إلى المدارس الدينية لغرض الدراسة والتعمق بالعلوم الدينية وتثقيفهم وكان من بين هولاء الشباب كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما وكان عمره يومئذ ستة عشر سنة.
لما وصل السيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مدينة بيروت جعل قسما من أولئك الطلبة ومنهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما في مدرسة الآباء اليسوعيين في منطقة غزير ( لبنان) وهناك وجد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ضالته المفقودة وسعادته حيث انكب على نهل العلوم من ينابيعها الغزيرة بجد ورصانة واخذ يقضي وقته كله في الدرس واكتساب الفضيلة والعلم، فكان نشيطا وذكيا وجديا في صلاته ودرسه. فدرس هناك ست سنوات فلمسوا فيه اساتذته شابا يصلح لخدمة سيده مما جعلهم ينقلونه الى كلية اليسوعيين التي افتتحوها في بيروت حينئذ أصبح له المجال واسعا وانكب مرة أخرى على نهل العلوم والتقوى وكما اسلفنا انه كان منشغفا بحب وتكريم العذراء مريم وانه ابنها، سعى سعيه للاقتفاء باثارتلك الام الطوباوية الطاهرة، وان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي كان يعبد مريم العذراء في البيت امام صورتها عندما كان صغيرا، اليوم وهو شاب مثقف غيور ومنور بالعلم والثقافة والتقوى والفضيلة اودع نفسه بين يديها وتحت حمايتها لترشده إلى ماهو أسمى وأفضل لكي يفيد ابناء قريته عند عودته بعد إكمال دراسته. قضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أربعة سنين أخرى في كلية الآباء اليسوعيين،وكان محطة أنظار وإعجاب معلميه ورفاقه ومرجع ثقة فعهدوا إليه إسناد نظارة قسم المتوسطة فكان يقوم بمهمته وهو يُعدُّ دروسه الكهنوتية ويتهيأ لاقتبال الدرجة المقدسة.
انتهت سنوات الدراسة العشرة وتقدم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]للامتحان النهائي ونجح نجاحا باهرا وأحرز الشهادة العالية، فودَّع رؤساءه وأصدقاءه، وترك ذاك البيت المقدس الذي رضع فيه الفضيلة والعلم والذي هيّأه للكهنوت وقفل راجعا إلى بلده ووطنه الموصل سنة 1879.
الكاهن الجديد
كان السيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اودو قد انتقل الى الاخدار السماوية سنة 1878 وتبوأ العرش البطريركي الابنوسي البابلي في نفس السنة، السعيد الذكر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار ايليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان وكانت القلاقل والاضطرابات حينئذ قد اثقلت الطائفة واستنزفت قواها، فباتت في هذه الحالة بأمس الحاجة الى كهنة غيورين يجمعون بين التجرد والعلم، فوصل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما خريج كلية اليسوعيين وكان في وقته مطابقا لرغبات السيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار إيليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان شيخ الطائفة الذي قاس الأمرين في خدمته للطائفة وكانت خدمة خالصة وجليلة. فتوسم فيه الكفاءة والقدرة على تحمل هذه الصعاب.
مكث
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما مدة يتهيا فيها للكهنوت المقدس السامي. فكان يقتبل الدرجات الكهنوتية أولا فأول. في اليوم العاشر من شهر تموز 1879اقترب الشماس الإنجيلي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما من مذبح رب القوات والجنود واقتبل الدرجة الكهنوتية المقدسة من يد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار إيليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان باسم القس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما في كنيسة مار كوركيس في الموصل.
بعد الرسامة دخل معترك الحياة الرسولية وكله غيرة وجد وحماس على العمل من اجل خلاص النفوس بدون طلب المكافأة، وعندما رأى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هذا الجد اتخذه كاتما لأسراره، وبعدها لفت نظر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى الكاهن الجديد على ما يعمله ويقدمه للطائفة زاده حملا على حمله اذ جعله خادما للنفوس في كاتدرائية الشهيدة مسكنتة، ثم اوعز اليه بفتح مدرسة للبنين،اذ ان القلاقل كانت قد شلت حركة الطائفة ونظرا للحاجة الملحة للمدرسة شمر عن ساعد الجد وفتح المدرسة وكله حزم وإصرار فكان لا يألو جهدا في العمل والجد والمحبة بتنشئة أبناء الطائفة والسهر عليهم وتثقيفهم. فبجهوده تقدمت هذه المدرسة وأصبحت أفضل من بقية المدارس الموجودة آنذاك.
ونظرا لكل هذه الجهود والمثابرة فقد دعاه غبطة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسلمه المدرسة الكهنوتية والتي افتتحت مجددا في سنة 1882، اما الكاهن الغيور فلم يفكر بالتعب فكان يوافق في عمله بين المدرسة الكهنوتية والعلمانية وقد نجحت المدرستان بفضل غيرته نجاحا باهرا، ومع كل هذه الاتعاب والأثقال فلم ينسى يوما الفقراء والمحتاجين والمرضى والحزانى فكان دائما يذهب ويزورهم ويقدم لهم الضروري، وليس فقط في الموصل ولكن في قراها فقد لقب برسول المحبة المسيحية.
ونظرا لكل ماقلناه اعلاه وتقديرا لهذه الجهود والأعمال تمت ترقيته الى رتبة الخور أسقفية في كاتدرائيةالشهيدة مسكنتة سنة 1890.
الخوري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عمانؤئيل توما مطران سعرت:
وصل السيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار إيليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان روما وفي يوم معين مثل بين يدي الأب الأقدس السعيد الذكر البابا لاون الثالث عشر ومعه حاز شرف المثول أمام البابا كاتم أسراره أيضاً الخور اسقف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما.
كان قد شمل البابا لاون الثالث عشر الطوائف الشرقية بعنايته الخاصة وقد سر بقدوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الطائفة الكلدانية المضعضعة الحال، فتم الحديث والتداول عن أحوال الطائفة وعن الأمور التي جرت وعن الأحداث التي المت بالطائفة.
وسأل الأب الأقدس عن أحوال الأبرشيات وسمع من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الأجوبة الشافية ومن جملة هذه الأبرشيات أبرشية سعرت المهمة الشاغرة بعد استقالة مطرانها المطران مار يعقوب نعمو
وبعدما سكت قليلا البابا لاون الثالث عشر رفع رأسه المكلل بالشعر الناصع البياض ونظر بعين ثاقبة الى الخوري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما الماثل بين يدي خليفة بطرس الصياد وكأنه سبر أعماق نفس هذا الكاهن الغيور، وعلم عن حكمته ودرايته وغيرته وخدمته وما سيجري على يده من خير في المستقبل، فالتفت الى السيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقال له مشير إلى الكاهن هوذا واحد ثم سكت برهة ينتظر جواب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي مالبث ان قال: "ايها الاب الاقدس ان هذا الكاهن هو ساعدي الأيمن وليس تحت يدي من ارتاح إليه وتطمئن نفسي وأعمالي إليه". فأجابه الأب الأقدس الله يدبر .
فصادق على رغبة المنتخب الجديد في اختياره مركز سعرت ورأى انه يصلح لتلك الأبرشية الوعرة المسالك إذ تتوسم فيه تقوى وثبات وحنان وقوة عزيمة وبذل جهود. مضت ايام قلائل على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وهو في روما وقبل ان يغادرها صدرت إرادة الحبر الأعظم بتأييد الخوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما مطرانا على سعرت وكان ذلك يوم 4/9/1890.
في هذه الأثناء كلفه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بمهمة مما جعله يسافر، وهو ليس من محبي السفر، فبينما كان في بوادبست انتابته حمى عالية شديدة فوقع طريح الفراش زمنا طويلا واشتدت عليه حتى كادت هذه الحمى ان تقضي عليه وتم الاتصال بإحدى السيدات الفاضلات فزارته في المستشفى ووجدته مدنفا على الموت وقد غاب عن حسه فكتبت ورقة مالية ووضعتها على وسادته لتُصرف في القيام بدفنة حافلة له. وبعد ذلك أصبح هذا المبلغ من نصيب أبرشية سعرت الجديدة.
وهو على فراش المرض في تلك البلاد القاصية تذكر تلك الام الروؤف الحنون التي خصص حياته لها ولنشر عبادتها، فاستغاث بها، رغبة منه في الحياة الفانية ليصرفها في تمجيده تعالى وخدمة طائفته. فتحننت هذه الأم البتول، مريم العذراء، على هذا الكاهن وشاءت الإرادة الإلهية ان تحفظه في الحياة لأعمال كبيرة، زالت تلك الكارثة بزوال المرض واخذت العافية تعود اليه فتنعشه رويدا رويدا حتى استعاد صحته تماما، بعد شفائه، اوعز اليه رئيس المجمع المقدس بالسفر الى بلجيكا.
فأطاع الأمر ورحل إليها وأقام في ربوعها مدة لا يستهان بها، تعرف اثناءها بعلية القوم وكبار الرجال الذين ماعتموا ان خبروا أخلاقه السامية واكبروا همته. فصار بينهم صداقة ومحبة وولاء.
بلغ الخوري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما إلى موطنه الموصل بعد ما صرف في الأقطار الأوربية سنتين ونيف بين ترحال وانشغال دائم. استراح من عناء الطريق ثم واجه السيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسلمه كالمؤتمن الصالح، ما جمعه من المحسنين في أوربا.
يوم السيامة الاسقفية:
في صبيحة يوم 24 تموز 1892وكان فد استعد للتضحية الجديدة والعمل الجديد، فما نثرت الشمس اشعتها الذهبية على طرق وجدران كاتدرائية القديسة مسكنتة بالموصل، الا وكانت الجماهير تتقاطر زرافات زرافات عند باب الكنيسة المزدان بالأنوار، لكي تظهر محبتها واحترامها لابيها الجليل، فما أزفت الساعة حتى وقف الخور أسقف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما مع رفيقه القس ارميا مقدسي المنتخب لأبرشية زاخو حتى أحنوا ظهورهم بين يدي شيخ أحبار الطائفة الكلدانية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار ايليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان، ليحملوا العبء الثقيل والوزنات الإضافية على كاهلهم ومسوؤلية رعية قطيع المسيح فوضع نفسه كعادته تحت حماية امه الطاهرة فطوبى لمن اتخذ العذراء اما له .
اختتم الاحتفال وخرج الأحبار الجدد بحللهم الحبرية الجديدة الزاهية والمزركشة مع إخوتهم أحبار الطائفة الأجلاء يتقدمهم صفوف خدام الكنيسة، تخترق صفوف الجماهير بين أصوات التهليل والتصفيق والفرح وعلامات الحبور فان القس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما قائد الشباب ومهذبهم ومدير المدارس ومرشد النفوس العطشى والمبشر بالخير والفرح والسلام ومحب الفقراء والأيتام والأرامل صار يدعى اليوم باسم سيادة المطران مار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فصار يشعر بابرشيته الجديدة، الفقيرة والوعرة المسالك، شعور الأب الحنون اتجاه أولاده.
صباح يوم 10 اب 1892 وقف سيادته في ساحة دار البطريركية وقد التف من حوله المؤمنون من سائر الطبقات كبارا وصغاراً ورجالا ونساءا ليودعوا كاهنهم وأبيهم وأخيهم المحبوب الذي كانوا يرون فيه صورة الملاك الحارس،ألم يكن هو الذي خدمهم جميعا وهذبهم وجاهد في سبيلهم جهادا حسنا فقد قابل دموعهم الهاطلة، بدمعة حارة ساخنة جرت على وجهة وهو يقول لابناءه: "اودعكم بسلام كما عشت معكم بسلام واسير حيث تُرسلني ارادة الرب".
سعرت:
تقع سعرت في سهل فسيح غزير العيون كثير الخصب، في جنوبه ماء دجلة ويروي قسمه الغربي نهر بهتان وترتفع في شماله جبال بتليس العالية. فيقطع المسافر طريقا في سهل حتى يقف في قمة الأرض ويشرف على منخفض، فتبدو سعرت للعيان كجنة غناء تسيح بها كروم وبساتين وتفترش أرضها خضرة دائمة تخلب الأنظار وتتناثر حواليها قرى كثيرة منها نحو ثلاثين قرية عامرة، هي ملك للقرويين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ومن أشهر هذه القرى ؛ صدخ وقطمس ومار كوريا ومار يعقوب وكديانس وبركي ودهوك ودير شمش.. الخ.
سعرت دعيت عند المؤرخين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]القدماء ارزن ودعيت ايضا المتبددة وكانت من الأبرشيات الهامة وبتوالي الازمان إزداد عدد سكانها من الأكراد وتضائل عدد المسيحيين فاصبحوا بعد ذلك التضاول يرزحون تحت نفوذ أغوات الأكراد الأشداء في الخارج وتحت رحمة الاتراك في الداخل، واستمروا يئنّون تحت نير الاستعباد القاسي طيلة مئات السنين، فكان الاغا الكردى يشاطر المسيحي بغلاته ويستخدمه قسرا في إشغاله، والويل للمسيحي اذا تخلف عن امتثال أوامر أسياده الأكراد، فنصيبه مع عائلته النهب والقتل الذريع، فلم يكن حال المسيحي في سعرت الأكراد الا حال الإسرائيلي في مصر الفراعنة.
في هذا الوسط المحفوف بالمصائب والأخطار على الإدارة المسيحية، ظهر المطران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما ووقف موقف الابطال كما عرفنا عن همته وغيرته، وتألم لحالة أبناء هذه الابرشية في تلك القرى التعيسة، فانفطر قلبه حزناً. ولم يكن ممن يبقى صابرا على ظلمهم، فشعر اولا لاستمالة رجال الحكومة التركية بحسن تصرفه. فاكبروا همته وقدَّروا إخلاصه وما عتموا ان مالوا اليه وصاروا يتسابقون إلى صداقته ومودته. ثم بدأ يراسل كبار اغوات الاكراد ويجزل لهم العطايا ليأتمن بذلك أبناؤه القاطنون في القرى والنواحي على مالهم وحياتهم. ولم يمضي زمن طويل حتى كان رؤساء القبائل الكردية يثنون كل الثناء على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رئيس النصارى، ويحترمون فضيلته ويخلصون له، فكانوا يقصدون زيارته في مركز القضاء على بعد المسافة.
ورغم كل ذلك فقد قدم طلب للباب العالي لينال براءة لبناء كنيسة، جرى في تلك الأيام ان السيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار إيليا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عشر عبو اليونان انتقل الى الاخدار السماوية في 27 حزيران 1894لينال جزاء أتعابه. ثم انعقد مجمع الانتخاب في دير السيدة في القوش وحضره ثمانية مطارين من أصحاب الأبرشيات من بينهم كان السيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما. فوقع الاختيار على السيد عبد ايشوع خياط رئيس أساقفة أمد وجرت حفلة تنصيبه بطريركا بابليا في كنيسة دير السيدة في يوم 28 تشرين الأول 1894 ثم ختمت أعمال المجمع المذكور وعاد المطارنة بالبطريرك إلى الموصل كرسي البطريركية. وبعد أيام قليلة قفل مطران سعرت راجعا إلى مركز أبرشيته.
طال الأخذ والرد بخصوص البراءة السلطانية لبناية الكنيسة الجديدة وبعد طول الانتظار صدرت إرادة الباب العالي بمنح مطران سعرت إجازة بناء كنيسة وكان قد هيّأ كل مستلزمات البناء بعد الاتكال على العناية الإلهية والعائلة المقدسة والتي على اسمها تم بناء وإقامة الكنيسة وما ان وضع حجر الأساس وبوشر بالعمل حتى ثار ثائر المتعصبين وتجمعوا في الشوارع. ثم حضر بعضهم واخطروا حبر الأبرشية بالكف عن العمل بحجة قرب موقع الكنيسة من جامع الشيخ حوران وهدّدوه بسوء العواقب اذا أصر على العمل.
فقرر الحبر الجليل الكف عن العمل، وبادر بالاتصال بعبد الحميد سلطان وابرق يسترحمه بإعطاء الأوامر لردع الثائرين لغرض تمكن المطران من اتمامه الكنيسة، وكملت الكنيسة قبل ان تحدث المذبحة في سعرت.
سافر الى اوربا لغرض جمع المساعدات للفقراء بعد استئذان المجمع المقدس، وترك الأبرشية وسافر حتى وصل الاستانة فحاز هناك الالتفات السلطاني وانعم عليه السلطان عبد الحميد بالوسام العثماني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ومن هناك ركب البحر إلى المدينة الأبدية حيث نال شرف مقابلة السعيد الذكر البابا لاون الثالث عشر فتلطف به الحبر الأعظم وطيب خاطره من النكبة التي حلت بأبرشيته سعرت، وبعدها دخل أوربا وجمع من الأصدقاء والمخلصين مساعدات للفقراء.
عاد الى الأبرشية وشمر ساعد الجد والعمل وأصلح ما كان فاسدا في سبيل النجاح والخير العام والتقدم.
وكانت المدارس أول ما صرف لها عنايته فكان يقول: "اذا اردتم تقويم الشعب فقوموا مدارسه وانشروا في ظهرانيته العلم الصحيح". ففتح عدة مدارس في كافة أرجاء الأبرشية وزودها بالكتب والقرطاسية وكل الاحتياجات المهمة ودفع رواتب المعلمين، وتم التعليم والتهذيب الروحي في هذه المدارس. ورأى بعض الشباب الأذكياء والمعروفين بالتقوى فشجعهم واخذ يثقفهم في امور الحياة الروحية فرقاهم الى درجة الكهنوت المقدس. كان كثير التجوال في قرى الأبرشية لتفقد أحوال أبنائه.
فقام بترميم المعابد وبناء الكنائس فلم يترك كنيسة ومعبداً متداعيا للسقوط الا ورممه، ومع كل ذلك كان شديد العطف على المحتاجين، ازدهرت الأبرشية بفضله وتحت عنايته وعاشت ثماني سنوات في خير وفرح وسعادة.
المطران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عمانؤئيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على الكلدان
لم تدم ايام بطريركية الطيب الذكر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار عبد ايشوع الخامس خياط إلا خمس سنوات فقط ثم وافته المنية وهو في بغداد، فانتفل إلى دار البقاء والخلود في 6 تشرين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1899، ودفن داخل كاتدرائية أم الأحزان والى اليوم نشاهد قبره في هذه الكاتدرائية وهو نفسه الذي وضع حجر اساسها.
وعلى أثر وفاته أقام المجمع المقدس نائبا رسوليا السيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خياط المدبر النائب البطريركي في الموصل وأوعز اليه بعقد مجمع الانتخاب. الا إن حلول فصل الشتاء حال دون التئام مجمع المطارنة نظرا لصعوبة الأسفار يومئذ، ونظرا الى وعورة الطرق لبعضهم، حيث ان سفرهم كان يستلزم قطع جبال تكللها الثلوج منذ دخول شهر تشرين الثاني.
ولما كان ربيع السنة عينها اخذ السادة المطارين الأجلاء يتوافدون الى الموصل وكان مار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مطران سعرت، إجابة لداعي الواجب، قد أجل أعماله وودع أبناء أبرشيته، مؤملا إياهم بعودة عاجلة.
انتظم عقد مجمع الانتخاب في الموصل ولم يتخلف عنه الا المطران كيوركيس كوكا مطران سنا لكبر سنه والمطران اسحق خودابخش مطران سلماس لبعد المسافة.
فالتام المجمع من السادة المطارين:
ايليا ملوس مطران ماردين / يعقوب اوراهام مطران جزيرة بازبدى /
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توما مطران سعرت / سليمان صباغ مطران امد / يوحنا سحار مطران العمادية / توما اودو مطران اورمية / طيمثاوس مقدسي مطران زاخو / [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خياط النائب الرسولي.عددهم ثمانية وجرى هذا الاجتماع في كاتدرائية الشهيدة مسكنتة صباح يوم 9/7/1900.
وعند الساعة العاشرة قبل ظهر ذلك اليوم دوت في فضاء الموصل نواقيس الكنيسة تبشر بقيام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الجديد على كرسي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الرسولي، فتسارع الناس عدواً إلى الكنيسة المذكورة وقد فتحت أبواب الهيكل الموصدة منذ صبيحة ذلك اليوم.
واجتمع أهالي الموصل في الدركاء، الاسم المحلي للساحة الواقعة امام باب الكنيسة، لقد حاز مطران سعرت مار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ثقة السادة المطارنة الاجلاء احبار الطائفة. الم يكن جديرا بتلك الثقة التي احدثتها في النفوس خدماته الجليلة مدة احدى وعشرين سنة؟
اجل لقد اجتمعت آراء المنتخبين على المطران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عمانوئيل، وكان ذاك الاجماع اسمع المنتخب الجديد صوت المخلص: "إنني أرسلكم إلى العالم اجمع". فلم يعطي جوابا ولم يحاول التخلص من النير والعبء الثقيل. فقد اعتاد وهو اليوم ابن ثمان واربعين سنة ان يرضخ لصوت الرب وان يقتبل بفرح عبء المسوولية عن أغنام المخلص، فهو الخادم الأمين الذي لا يلبث ان ينزل عند إرادة سيّده فيأخذ عشرا ليربح أخرى.
لبّى الإرادة الإلهية في أصوات المنتخبين. فأحنى طوعا كاهِلَيه ليحمل نير الفادي الثقيل والطيب، متكلا على النعم الباطمية التي سيجزلها الرب لأصفيائه، ولبث تحت هذا العبء متمثلا بقول المزمر:" الرب يرسل قضيب القوة من صهيون ".
تبوأ العرش البطريركي الابنوسي بينما كانت أطراف الكنيسة، كاتدرائية مسكنتة في الموصل، تضيق بالمؤمنين وقد علا الفرح على وجوههم. هناك استعادت الذواكر على صفحاتها، غيرة الكاهن الذي قضى بينهم السنين الطوال. فكان مِلحاً وكان نورا وكان ابا وأخاً وسيداً. فاضت الصدور حباً، حينما انتصب الراعي وخطب في القوم فاستنشقت رائحته العطرة على آذانهم مرور النسيم وتغلغلت كلماته في طيات قلوبهم فانتعشت فيهم الآمال بعد يتمٍ شديد الوقع
حملت أجنحة البرق البشائر السارة الى سائر الأقطار. وأخذت التهاني تهبط من كل جانب وحدب وصوب وفي مقدمتها برقية الطيب الذكر الكردينال رامبولا السفير البابوي.
جرى الاحتفال بالتنصيب والمراسيم الطقسية في 24/7/1900 في تمام الساعة السابعة صباحا بعد ماسعت الحكومة المحلية لعرقلته مرارا حتى وردت الاوامر من الاستانة بعدم تدخل الحكومة وقد جرى الاحتفال بتنصيبه بطريركا بابهة وعظمة خالدة الذكر وايده الكرسي الرسولي في مجمع الكرادلة في 17/12/1900ثم منحه الدرع المقدس ( الباليوم )الذي يخوله ملء السلطة. فحمله باحتفال عظيم صباح يوم الأحد 26/5/1901.
زياراته
بعد التنصيب قرر بزيارة رعائية ليتفقد حوال الطائفة فزار بعض محافظات العراق ثم سوريا فلاقى الحفاوة والتكريم والإكرام من السلطات الدينية والمدنية والشعب.
الفاتيكان
في يوم 17 حزيران، وصل غبطته إلى بومبي وذهب إلى كنيسة سيدة وركع أمام العذراء فيها شاكراً لتلك الأم عنايتها الوالدية، وفي صباح يوم الاربعاء 18حزيران ركب القطار الى روما العظيمة فاستقبله عند المحطة الوكيل البطريركي الانبا شموئيل جميل وروساء الطوائف الشرقية، فحل بايعاز المجمع المقدس في مدرسة سان لولبيس.
مثل بين يدي شيخ الفاتيكان، فتذكر البابا لاون الثالث عشر، الكاهن الذي توسمت فيه خدما جليلة لكنيسة الله ؛ رآه كاهنا وأيده مطرانا واليوم يثبته بطريركا يرعى قطيع المسيح فكان بكل حق يدعوه ( ياوماي ).
نال مبتغاه في مثوله أمام الأب الأقدس مرارا واتسع المجال أمامه لإبداء نواياه لخدمة طائفته تلك النوايا جاءت مطابقة لرغبة الأب الأقدس فعهد اليه برسالة النساطرة واقامه عليها قاصدا رسوليا ببراءة رسمية، ووافق على اقتراحه بفتح مطرانية جديدة في وان، وأيد ثلاثة مرشحين للاسقفية وكان تاييدهم من الكرسي الرسولي في 27/8/1902.
تعين يوم 17/7/1902 لإقامة حفلة استقبال لغبطته. ولما كان ذلك اليوم حضر مع حاشيته وبعد مقابلة خصوصية اصطف الموكب في بهو العرش وشرَّف الأب الأقدس فانبرى غبطته وألقى خطابا مسهبا بين فيه فضل الكرسي الرسولي على الطوائف الشرقية. فأجابه قداسة البابا: "ليتني كنت شابا لارد جوابا شافيا لخطابك البليغ، ومع ذلك فاوكد لك، اننا عملنا وسنعمل بما في استطاعتنا، وقريباً إنشاء الله نفتح للطائفة الكلدانية مدرسة كهنوتية في روما" وبهذه المناسبة أهدى غبطته طنفسة ( سجادة_ زولية ) كبيرة فاخرة لقداسته فحازت إعجاب وقبول الجميع.
هدية الحبر الاعظم لغبطته
مثل غبطته أمام البابا لاون الثالث عشر ليلة سفره فبش له ذاك الرجل الخالد الذكر وزاده تلطفاً بان أهداه هدية مكّوكية لا تثمن وهي صليب من حجر الاوبال النادر محصنا بالذهب الإبريز وخاتما ذهبيا من الحجر الثمين عينه وقد أهدى هذا الصليب والخاتم للحبر الأعظم في فرصة يوبيله الذهبي من إحدى أبرشيات أمريكا ونقش على ظهر الصليب بالاتينية ماترجمته: "مطران كنيسة كوبريتاره وهيئة القانونيين مع الاكليروس والشعب".
واهداه خاتما ياقوتاً ثميناً اخضر والمحصن بالماس ووسامين.
اوربا
زار غبطته أهم عواصم أوربا والتقى بأكبر رجال العالم تم ترك الغرب مؤملا خيراً وتاركا شهرة عظيمة.
بين يدي البابا بيوس العاشر
يوم 25 آب كان غبطته راكعا أمام سيدة بومبي يقدم لها واجب العبادة ثم استأنف السفر إلى المدينة الأبدية ونزل في دير الموارنة بإيعاز من رئيس المجمع الكردينال غوتي.
في 27/8 استقبل الحبر الأعظم القديس البابا بيوس العاشر غبطته وابتسم ابتسامة ملائكية مقدماً كل الشكر للبطريرك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عمانوئيل. كان لهذا الأب الأقدس عطفاً على غبطته وتقديرا لهمته قد ظهر في فرص كثيرة نذكر منها الكتاب النفيس الذي أصدره تحت إمضاء هذا الحبر الاعظم في 30/5/1904 فرصة يوبيله الكهنوتي الفضي 10/7/1904 : هكذا نقرأ في الكتاب:"ان فرصة يوبيلكم الكهنوتي حادث مفرح ومبهج للطائفة الكلدانية وللعالم الكلداني اجمع".
زيارة رعائية عامة

إن غبطته مملوء من الحنان والعطف فقد زار أبناءه في بغداد / العمارة / البصرة / الاهواز وكان حيث نزل يستقبل بالحفاوة والتبجيل وتقدم له الهدايا الثمينة وزار أبرشية سوريا فاستقبل من قبل السلطات الدينية والمدنية استقبالا لائقا بغبطته.
حياة العمل
بعد هذه الزيارة شمر ساعد الجد والعمل للأبرشيات فكان ساهرا على مصلحتها وكان يشجع إخوته الأساقفة للعمل والبناء والنشاط وهو نفسه كذلك فكان ساهرا على الأبرشيات وعلى مصلحتها وكان كلما خلت أبرشية من راعيها بسبب الوفاة او الاستقالة، فوراً يعقد اجتماعات من إخوته الأساقفة ليعين كاهنا ينتخبه ويؤيده من الكرسي الرسولي لكي يكون مطرانا لتلك الأبرشية، وقد وضع أياديه البيضاء على بعض السادة الأجلاء.
المطران مار اسطيفان جبرى الوكيل البطريركي سابقا ومطران كركوك وسليمانية30 تشرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1902 وتوفي سنة 1953 ( كتاب تاريخ المسيحية في كركوك وباجرمي للمطران اندراوس صنا 2006 ).
الطيب الذكر مار ادى شير مطران سعرت وتوابعها.رسامته رسامته 30 تشرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1902.
الطيب الذكر ماريعقوب اوجين منا الوكيل البطريركي في وان ثم في البصرة رسامته 30 تشرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1902 ( وضع قاموس كلداني عربي 1900 وأعاد طبعه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مار روفائيل الأول بيداويد عندما كان مطرانا في بيروت سنة 1975 )
وكذلك الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية – 1869 وتمت إعادة طبعة كما قلنا أعلاه.
المروج النزهية في اداب اللغة الآرامية مجلدان سنة 1901 وكان قد الف معجما اخر عربي- كلداني بقي محفوظا ولم يصل إلينا سوى الجزء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]منه ( من حرف ف )وهو محفوظ لدى الأستاذ ابروهوم نورو في بيروت. توفي بالموصل سنة 1928.
الطيب الذكر مار تيودوروس مسيح مطران كركوك والسليمانية رسامته 16 تشرين الاول 1904. ولد في بغداد نحو سنة 1837 ودرس في جامعة انتشار الإيمان في روما وتوفي سنة 1917( كتاب تاريخ المسيحية في كركوك وباجرمي للمطران اندراوس صنا 2006).
سعيد الذكر مار اسرائيل اودو مطران ماردين وتوابعها.27 شباط 1910
سعيد الذكر مار بطرس عزيز مطران سلماس سابقا ومطران زاخو ودهوك فيما بعد 15 اب 1910.
سعيد الذكر مار فرنسيس داؤد مطران العمادية وشمكان 15 اب 1910.
سعيد الذكر مار يوحنا نيسان مطران سنا وتوابعها كانون الاول 1914.
سعيد الذكر المطران مار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]غنيمة المعاون البطريركي العام 10 أيار 1925( ولد في كانون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1881 سيم كاهنا في يوم 15 ايار 1904 وبطريركا باسم مار [
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~ محبة نادين~
» المشرفات العام »
~ محبة نادين~


عدد المساهمات : 578
تقييم : 953
تاريخ التسجيل : 06/11/2010

 نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (     نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (  I_icon_minitimeالأربعاء مارس 09, 2011 2:46 pm

تسلم إيديك على الطرح الرآئع
مآننحرم من جديدك آلمميز
يعطيك العآفيه يـَ رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبذة عن حياة مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان (
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة السعداء
» مكانة التوحيد في حياة المسلم...
»  صور البرايم الثاني برنامج ديو المشاهير
» اخلاق المسلم الجزء الثاني
»  احلى ذكريات واحلى حياة مع اروع نجوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» •منتديات النجمة نادين الراسي الرسمية » • :: المنتدي الدين المسيحي :: » •الدين المسيحي » •-
انتقل الى: